الشيخ: في الحقيقة القضية فيها خلط من عدة جهات، والقضية الأولى هي أنه لا ارتباط بين التكفير وأي عمل يقع، فقد يفعله وهو لا يعتقد تكفير المجتمع، وإنما يعتقد تكفير من استهدفهم، وهذا لا خلاف عندنا أنهم كفار، يمكن أن يقع العنف المذموم شرعاً على يد من لا يعتقد التكفير، القضية الفقهية عندنا واضحة، وهي أن البغاة إذا خرجوا على الإمام العدل بتأويل أو بغير تأويل؛ فهذه المسألة موجودة، أي: لا هو كافر ولا هم كفار، هذا نوع معروف في الفقه الإسلامي لا علاقة له بقضية التكفير.
المذيع: ما هو هذا النوع؟
الشيخ: النوع هو قتال البغاة، القتال في الإسلام له عدة صور: منها قتال الردة، ومنها الجهاد وهو قتال الكفار الصرحاء، ومنها قتال البغاة، ومنها قتال الفتنة بين المسلمين على الملك أو على الدنيا، وكلها مفصلة في ديننا، فلا ارتباط بين الغلو في التكفير وبين فعلهم.
مثلاً: هناك طوائف تعيش بيننا تكفرنا جميعاً من أبي بكر وعمر إلى أن تكفرني وتكفرك، ولكنها قد لا تفعل عنفاً، وقد تفعل فيكون التكفير بعنف، وقد يأتي من يعتقد بأني وأنك مسلمان ويعمل فيكون عنف بلا تكفير، وهذا الخلط الأول.